عندما يولد الطفل يكون بحالة طبيعية كأي طفل، ولا تبدو عليه أي علامات مرض نفسي أو ما شابه، ولكن مع الوقت يلاحظ الأبوين أن سلوك الطفل مخالف لسلوك الأطفال الآخرين، يولد لهم هذا شعوراً بأن طفلهم لن يصبح طبيعياً عندما يكبر، فتصرفاته تظهر أنه لا يتفاعل مع المحيط الذي حوله كما يتفاعل الأطفال، حتى أنه يتأخر في المشي والنطق ويصبح لديه تأخر في كل شيء، ودائم البكاء ولا يتقبل أي شخص حتى لو كان يداعبه ويلاطفه، كل هذا الأمور تجعل من الطفل محط أنظار من حوله على أنه يوجد به علة، ولا بُد من فهم طبيعة التصرفات الغريبة التي تصدر منه، بعض الأطفال تكون لديهم تصرفات غريبة ولكن عندما يكبروا يصبحون طبيعيين، حتى أنهم قد يتأخرون في المشي والنطق قليلاً ولكن بعد ذلك ينتهي الأمر ويعيشون حياة طبيعية، والبعض الآخر يطول عندهم الأمر ويتطلب ذلك مراجعة الأطباء للكشف عن حالتهم، ومعرفة ما الذي أصابهم ومحاولة علاجهم قبل فوات الأوان.
إن معظم الأطفال الذين يتصرفون بطريقة غريبة وغير طبيعية، وخاصة إن كان الطفل لم يبلغ عامه الثالث وتصبح لديه الكثير من المشاكل، فالمرجح أن هذا الطفل مصاب بالتوحد، هذا المرض عادة ما يصيب الأطفال في سن صغير ويجعلهم غير قادرين على معرفة ما يدور حولهم، ولا يستطيعون التواصل مع الآخرين بشكل طبيعي، والتوحد ليس مرضاً او اضطراباً معدياً، وغير مرتبط بجنس معين أو عرق معين أو سلالة معينة، فقد يصيب التوحد طفلاً لدى عائلة تخلو من الأمراض بأنواعها، لذلك يجب معرفة ما هو التوحد وطرق التي يجب التعامل معها مع الطفل التوحدي، وللعلم أن الطفل قد ينتهي من حالة التوحد ويصبح طبيعياً جداً، ويوجد الكثير من الحالات التي تم السيطرة عليها وعلاجها بشكل تام، ومن المعروف أن التوحد يصيب الذكور بمقدار أربعة أضعاف الإناث.
ما هو الطيف التوحديهو اضطراب نمائي عام، يصيب الأطفال في سن مبكرة وعلى الأغلب قبل بلوعهم سن الثالثة، ويتلخص التوحد في عدم قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين لفظياً أو بالطرق الأخرى، ولا يُمكنك التعامل مع الأشياء من حوله بطريقة سليمة، وتكون أغلب تصرفاته غير طبيعية، ويكون من الصعب عليه تكوين علاقات اجتماعية مع المحيطين به.
كل طفل مصاب بالتوحد هو حالة خاصة وفريدة من نوعها لا يتشابه مع غيره من الأطفال المصابين بالتوحد، والدليل على ذلك وجود أشخاص توحديون لديهم إعاقة علقية شديدة ويعتمدون على الآخرين في قضاء حاجاتهم اليومية، وهناك أشخاص توحديون ولكنهم موهوبين وحادّي الذكاء، وأشخاص توحديون لا يتكلمون نهائياً وآخرون لا يصمتون وثرثارين بشكل كبير، وأشخاص توحديون منعزلون وغير منسجمين في المجتمع وآخرين لا يطيقون الابتعاد عن الآخرين ولا يحبون العزلة، فهناك فارق كبير بين الأشخاص التوحديون لذلك هو حالة خاصة بكل شخص.
أسباب التوحدلا يتم اثبات أسباب محددة لإصابة الأطفال بالتوحد، ولكن يتضح من بعض الدراسات التي تم إجرائها على أن الأسباب قد تكون أسباب بيولوجية، أو وجود اختلال في تركيب الدماغ وخاصة في الجزء المسؤول عن الحركات اللاإرادية للجسم، أو بسبب حدوث اضطرابات جسمية مثل الأمراض الجينية أو وجود خلل في غذاء الطفل أو تعرض الأم لإصابة بفيروس الحصبة.
أعراض التوحدفي الغالب لا يكون ظاهراً على الطفل في بداية ولادته أي أعراض للتوحد، ولكن مع مرور الوقت يلاحظ الأبوان أن لدى طفلهم تأخر في الكلام وتأخر في التفاعل مع الآخرين واللعب، وتختلف أعراض التوحد من شخص إلى آخر ولكن في الغالب تكون ضمن هذه الأعراض:
توجد الكثير من الحالات التي تم شفاؤها من التوحد إما بشكل كامل أو بشكل جزئي ولكن تتغير شخصية الطفل المصاب بالتوحد إلى أن يصبح اجتماعياً ويتصرف بطرق طبيعية تؤهله من الاعتماد على نفسه، وتنفيذ أمور حياته بشكل ذاتي، وعلاج التوحد يكون في ثلاث محاور هي:
العلاج الدوائيحيث توجد بعض الأدوية التي تُعطى للطفل المصاب بالتوحد للسيطرة على اضطرابات الدماغ، هذه الاضطرابات التي ينتج عنها الإصابة بالتوحد، وأثبت العلاج قدرته على مساعدة المصابين بالتوحد على الشفاء، ومن فوائد العلاج الدوائي أنه قد يعالج الأمراض المصاحبة للتوحد مثل الصرع.
العلاج التربويهذا العلاج التربوي يقوم به متخصصون في التربية، حيث يعتمدون على برامج خاصة لتأهيل الطفل المصاب بالتوحد، وهذه البرامج مصممة لدفع الطفل للتفاعل مع الآخرين ومع الأشياء من حوله، وتعليمه التواصل عن طريق التخاطب، وجعله قادراً على تقبل الآخرين والتعامل معهم دون خوف ودون انعزال.
العلاج النفسي والسلوكيلا بُد أن يتوفر الدعم النفسي للطفل المصاب بالتوحد وذلك عن طريق تعليم الأبوين الطرق السليمة للتعامل مع طفلهم، والطرق التي يقومون بها كي يعلموا طفلهم السلوك الصحيح، ومن المستحسن أن يقوم الأبوين بالاستعانة بعائلة كان لديها طفل مصاب بالتوحد وتم شفاؤه لمعرفة كافة الطرق السليمة التي يجب التعامل بها مع هذا النوع من الأطفال.
بعض أساليب تنمية اللغة لدى الطفل التوحديإن أول من يفهم الطفل هي الأم، فهي أقرب الأشخاص إليه، وبعد ذلك يأتي دور الأب، وعليهم تحمل كافة المسؤوليات تجاه طفلهم التوحدي، وأن يمداه بالحب والحنان كي يشعر باهتمامهم، وهذا يكون جزءاً من العلاج، ولكي يحسنا التصرف مع طفلهم عليهم أن يتعرفوا أكثر على مرض التوحد وتأثيره على الأطفال وكيفية التعامل السليم معه، وتعلم أساليب ومهارات العلاج الذي سيقدمانه لطفلهم ويجب دمجه في المجتمع لا أن يبعداه عن الأنظار خشية من أحاديث الناس، فالطفل أهم من أحاديث الناس وعلاجه من الأولويات.
فيديو عن علاج طيف التوحدللتعرف على المزيد من المعلومات حول طيف التوحد و علاجه شاهد الفيدي.
المقالات المتعلقة بكيفية علاج طيف التوحد